كم مرة يومياً استخدمت أيقونات هاتفك الذكي للتعبير عن مشاعرك؟ وكم مرة قمت بإرسال رسائل نصية مختصرة لعدم قدرتك على الكلام في مواقف معينة؟
تهانينا! أنت مستخدم يومي للتواصل التعويضي المعزز-عالي التقنية: ذلك يعني أنك تستخدم أساليب تواصل غير كلامية ذات تقنية عالية (هاتف الجوال، الكمبيوتر، جهاز لوحي) لتعبر عن أفكارك، احتياجاتك، ومشاعرك.
الآن تصور معي: ماذا لو كان هذا الجهاز هو وسيلتك الوحيدة للتواصل، ما رأيك به؟ هل ستستخدمه كما هو؟ هل يحتاج تعديلات؟ هل من السهل عليك الوصول عليه؟ كم تستغرق من الوقت لطباعة جملة واحدة؟ هل ينتظرك زملاؤك أم يقاطعوك، أم أسوء من ذلك: يتجاهلوك وكأنك لست موجود؟
أهلا بك في عالم التواصل التعويضي المعزز :)
يعتبر التواصل حق للفرد وليس امتيازاً ولذلك كان لزاماً علينا كمختصين في مجال التأهيل والعلاج أن نضمن جودة التواصل للمستفيدين من كافة الفئات العمرية: سواء كانوا أطفال، يافعين، شباب، كهول، أو شيوخ.
ويعد التواصل التعويضي المعزز جزء من الممارسات العلاجية في مجال اضطرابات التواصل واللغة ويعنى بتمكين الأفراد ذوي الاعاقات التواصلية المختلفة -التي تحد من جودة تواصلهم مع الآخرين- وإيجاد طرق بديلة تعزز من انخراطهم في التعليم، العمل، والمجتمع.
وقد كفلت المملكة العربية السعودية في أنظمتها حقوق ذوي الإعاقة الذين يعانون من صعوبات التواصل. إذ ينص نظام رعاية شؤون المعوقين، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/37) وتاريخ 29/03/2000م في مادته (الثانية) على أن الدولة تكفل حق الشخص ذي الإعاقة في خدمات الوقاية والرعاية والتأهيل، وتشجيع المؤسسات والأفراد على تقديم هذه الخدمات عن طريق الجهات المختصة في كافة المجالات ومنها تهيئة وسائل المواصلات العامة لتحقيق تنقل الأِشخاص ذوي الإعاقة بأمن وسلامة وبأجور مخفضة للأشخاص ذوي الإعاقة ومرافقيهم،بالإضافة إلى توفير أجهزة التقنية المساعدة للوصول وحقهم في العمل وغيرها.
وفي السنوات الأخيرة أولت المؤسسات التعليمية بشكل عالمي اهتمامًا خاصاً بالتواصل التعويضي المعزز وذلك تحت مظلة الوصول الشامل للطلاب ذوي الإعاقات الشديدة والذين يواجهون صعوبات وتحديات يومية في الصفوف الدراسية ومجاراة الأقران على المستوى الاجتماعي.
Comments